الجمعة، 15 مايو 2020



الشيخ الدكتور طــه عـبدالرزاق آل سـيد حسين (دزدار قلعة عانة)
قد مآت قوم وما ماتت فضائلهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
قد يُعجبكَ من الرجل شجاعتهُ، وربما هدوءهُ، وربما رأيهُ وفكرهُ وعلمهُ، وأحياناً سمتهُ وحلمهُ، لكن داعــيتنا حمل كثيراً من هذه الصفات، ولد الشيخ ( طــه عبدالرزاق آل السيد حسين الـدزدار العاني) على ضاف نهر الفرات عام 1974م، في مدينة عانة القديمة التي كانت قائمة على ضفاف نهر الفرات، فارتوت عروقهُ من عذب الفرات فكان صفاؤهُ كصفاء سلالتهِ، عاش في بيت ومدينة تحب العلم والعلماء، تعلقَ في المسجد منذُ نعومتِ أظفارهِ، فكان التزامهُ الإسلامي مبكراً في حياته، على نهج قويم وطريقة سويةٌ سليمة، لم تعرف فطرتهُ في شبابهِ الكــدر، نشأ شاباً معلق قلبه بالمساجد والقران، فحفظ أجراءٍ كثيره من القران الكريم في حلقات الذكر، ... أكمل دراسته الإعدادية في مدينتهِ، وتوجه الى كلية العلوم الإسلامية في جامعة بغداد عام 1992م، فأتم دراسته الأولية عام 1996م، بدرجة امتياز، تم قـــبولهُ على أثر ذلك في الدراسات العليا الماجستير، وناقش رسالته بتحقيق ودراسة بعض من أبواب الفقه في ( كتاب المحيط البرهاني في الفقه الحنفي)، عام 1998م، وحصل على الامتياز، ومن ثم واصل دراسته في الدكتوراه بعد توفيق " الله عز وجل"، وحصل على شهادتها عام 2001م- 2002م، في تحقيق ودراسة فقه (أبي خطاب الكلوذاني الحنبلي)، في الفقه وأصولهِ وبدرجة امتياز، واصل تعليمهُ الشرعي على أيادي علماء ومشايخ فضلاء في مدينة العلم بغداد، وحصل على إجازاة علمية في القران الكريم وعلومه، والفقه وأصوله، والحديث النبوي الشريف، عملَ أمام وخطيباً في مساجد عـــده، دَرس العلم الشرعي حسبة لله تعالى في مدينة عانة والرمادي وبغـــــــداد، وكان واعظاً وداعياً لله تعالى بحق بالحكمةِ والموعظةِ الحسنى.
=
حاضر في كلية الشريعة جامعة بغداد لعام 2002م - 2003م.
=
حاضر في كلية التربية قسم علم القران الجامعة المستنصرية 2004م - 2005م.
=
عُــين في كلية العلوم الإسلامية جامعة الانبار ودرسَ فيها فكان بحق مدرساً ومربياً وداعية لله تعالى، نشــر العلم الشرعي والثقافة الإسلامية بين الشباب، فكان مفتاح للبر والخير والصلاح.
=
أنتقل للتدريس في جامعة تكريت كلية العلوم الإسلامية عام 2007م، ودرسَ فيها، مما ترك آثراً طيباً في نفوس طلابتهِ ومحبيهِ.
ثبت في وجه أعــداء الله ورابــط يوم فــر من فـــر في تلك الأيام العصيبة، بداً من .........
(
محتلً صليبي، وحاقد طائفي، وحاسدٌ منافقً غادر)، فما تزحزحت قدماه ولا ضعفت همتهُ، ولا وجل قلبهُ، عمل بقلب ثابت ولسان ذاكر في أحلك الظرف وأصعبها، "احسبه ولا أزكي على الله أحدا"، مما أدى الى اغتيالهِ في بغــــداد مع رفـــيـــق دربه (الشيخ محمد طلب الجميلي)، على يد عصابات الاجرام والقــتــل، مما أدى الى وفاتهما في الحال وذلك في يوم 15/5/2008م.
وللهِ در من قـــــال:
ما مات من زرع الفضائل في الــورى
بل عاش عمــرٌ ثانياً تحــت الثـــــرى.
اللهم اسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى وفي هذه الأيام الفضيلة من العشر الأواخر من رمضان .... أن ترحمهما برحمتك الواسعة ..... وتسكنهم الفردوس الأعلى في أعلى جنانه، وإنا لله وانا اليه راجعون .... اللهم أمين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مصدر الترجمة : عبدالرحمن السيد حسين