الحقوقي المربي الفاضل عبدالمجيد عبدالحميد نايف السيد حسين (دزدار قلعة عانة)
وهو عبد المجيد
بن عبد الحميد بن نايف بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد ابن سيد حسين (دزدار
قلعة عانة) الحسيني , كان جده السيد حسين صاحب القلعة (الدزدار) وتعني الدزدار : حامي
القلعة في جزيرة (ألباد) صاحب الماذنة الأثرية الشهيرة في مدينة عنه وعند غرق المدينة
بسبب بناء سد حديثة العملاق طال هذه الجزيرة غرق المدينة ونظرا لنفاسة هذه الماذنة
وقيمتها الأثرية نقلتها مديرية الآثار إلى عنه الجديدة ليصبح مكانها الجديد متحفا يضم
آثار عنه الغرقى ومركزا سياحيا مهما في القطر وفي السنة الثانية من الاحتلال الأمريكي
البغيض لبلادنا ثم تفجيره لمحو أي اثر شاهد على حضارة العراق فهو هدف معروف من أهداف
هذا الاحتلال-
نشاة في ظروف حرب
ظروس
ولد عبد المجيد
في بغداد – الكرخ محلة عطا م من أسرة متوسطة الحال فأدخلت ابنها في كتاب المحلة قبل
دخوله المدرسة كعادة البغادة عصرئذ وبعد تحصيله بعض العلوم الإسلامية في الكتاب وخاصة
تعلم قراءة القرآن وحفظ سوره القصار من جزء (عم) انتقل من الكتاب إلى المدرسة بعد بلوغه
السن القانوني وإثناء ذلك حدثت ثورة الجيش في أيار عام 1941م ضد النفوذ البريطاني على
العراق وتعرضت العاصمة بغداد المجد إلى القصف الشديد والتدمير الكبير لمنشآته الحيوية
فهجرها للكثير من سكنتها إلى المدن الآمنة ومنها مدينة عنه عائلته لتنجو بنفسها من
خطر الحرب الضروس وفي عنه دخل مدارسها الابتدائية ليتم تعليمه الابتدائي فيها وعادت
العائلة ثانية إلى بغداد بعد سيطرة القوات البريطانية على العراق واحتلاله بالكامل
فنكل بالقائمين عليها بشتى أنواع الاضطهاد والبطش بالوطنيين المقاومين كما هو معروف
في تاريخ العراق الحديث وفي بغداد دخل عبد المجيد مدرسة التفيض الأهلية الابتدائية
والمتوسطة والثانوية والت كان يديرها الأستاذ والمربي الكبير السيد حسين العاني وتخرج
منها عام 1954م ولما حصل على الشهادة الثانوية في هذه السنة قبل في الدراسة في الدورة
التربوية المسائية في الاعظمية وكلية الحقوق القسم النهاري – في آن واحد ونجح في الصف
الأول من كلية الحقوق وتعين معلما في مدرسة النجابة الابتدائية الواقعة في محلة المشاهدة
بعد تخرجه منها وسبب تعيينه بوقت مبكر في التعليم هو لمساعدة عائلته في الظروف المعيشية
الصعبة التي مرت على البلاد بعد الاحتلال البريطاني عليها ثم انتقل إلى القسم المسائي
فيها حتى يواصل دراسته الجامعية وهو في التعليم وتخرج من الكلية عام 1957 / 1958 وعندها
دخل دورة الضباط الاحتياط 1959م فتخرج وعين ملازما
ثانيا كما هو مقررا في نظام الجيش العراقي عصر ذاك وأصبح بعد ذلك آمر سرية في معسكر
الو شاش وتم تسريح الدورة كاملة دو استثناء في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم وفي عهد
الزعيم سادت الفوضى وتعطل حكم القانون في البلد وعاث الفوضويون فسادة في البلد وسيق
الأبرياء إلى السجون وتعرضوا لشتى أنواع الاضطهاد واشتد ذلك بعد فشل ثورة الشواف وفي
هذه المرحلة التاريخية التي مرت على العراق سيق عبد المجيد إلى المعتقل بتهمة انه من
أعداء الثورة من المتظاهرين المؤيدين لثورة الشواف في بيته وغيرها من التلفيقات الشائعة
عند الفوضويين وبعد التحقيق معه تم الإفراج عنه.
الأخ عبد المجيد
المربي الداعية والمربي
عرف وفقه الأخ
عبد المجيد مجال الدعوة المثمر يكمن في ساحة التربية والتعليم وخاصة في تربة ورعاية
البراعم النامية من جيلنا الناهض ومثقفي رجال المستقبل في البلد وبالأخص إذا كان في
المدارس الابتدائية حيث تكون الدعوة بعيدة فيها بعيدة عن الأضواء والبهرجة والتي تتحقق
في الوظائف العالية الأخرى وبعد تسريحه من الخدمة العسكرية كما ذكرنا عاد الأخ عبد
المجيد إلى الخدمة في التعليم الابتدائي ثانية ونقل إلى معاون مدير مدرسة (البحتري)
في محلة خضر اليأس ومن ثم نقل مديرا لمدرسة (النسور) الابتدائية في حي السلام (الطوبجي)
والتي تأسست على يده لحاجة المنطقة إليها وفي الوقت نفسه كان يشغل منصب مدير ثانوية
الإخاء الأهلية المسائية في حي البياع التابعة لجمعية الإخاء الأهلية الذي هو احد أعضائها
المؤسسين وكانت هذه الجمعية تعنى بتأسيس المدارس على اختلاف مراحلها التعليمية في القطر
وظل مديرا في المدرستين المذكورتين لحين وفاته- رحمه الله – وكان فيها مثال المربي
الناجح والإداري الكفوء في المدارس التي تولى إدارتها وبعد وفاته تحولت مدرسة النسور
إلى مدرسة ابتدائية للبنات لحاجة المنطقة إلى مدرسة جاهزة للبنات فرأى المسؤولون أن
تكون مدرسة النسور تصلح للبنات ووزع تلامذة المدرسة على المدارس الأخرى القريبة من
سكناهم
انضمامه للحركة
الإسلامية ونشاطه الدعوي فيها
نشا عبد المجيد
في وسط محافظ محب للثقافة والدين وعمل الخير ومساعدة الضعيف والمحتاج فتطبع على هذه
المثل والقيم والعادات العربية والإسلامية فأصبحت هذه صفة متميزة في سلوك الأخ عبد
المجيد وكانت هوايته المفضلة المطالعة وطلب العلم وبخاصة الكتب الإسلامية الحديثة التي
كانت مصر تصدرها في أوج نشاط الحركة الإسلامية فيها والمتمثلة بحركة الإخوان المسلمين
وما أنتجته من كتاب صاغو المبادئ الإسلامية بأسلوب دعوي هادف يتفق وروح العصر مما عصمته
ان ينحرف وينجرف مع المبادئ الأرضية الفاسدة التي نشطت عصر ذاك في عراقنا العزيز وفي
تلك المرحلة من حياة الشباب المثقف الذي وقع البعض منهم في شراكها وانخدع في مظهرها
البراق وغسلت عقولهم الهشة وسيرتهم نحو الهاوية كما تريد.ولما تأسست جمعية الإخوة الإسلامية
في أوائل الخمسينات من القرن الماضي وفتحت فروعها في إنحاء بغداد فكان عبد المجيد من
ابرز الناشطين في شعبة الكرخ والعاملين مع الشباب المسلم الذين انضووا في صفوفها بهمة
عالية وحماس لا يفتر فانكب على مكتبتها يلتهم الكتب الحديثة التهاما وبشوق ورغبة شديدة
بالمطالعة الجادة مما انعكس ما فيها من أفكار إسلامية لم يألفها الشباب من قبل على
سلوك الأخ عبد المجيد فجعلت منه داعية يدعو إلى الله على بصيرة مع إخوان شبان الكرخ
الذي شركهم العمل المنظم في لجمعية وكان منهم الأخ مصطفى صالح الوهب رئيس شعبة الكرخ
وسامي مكي والأخ عبد الرحمن العكيلي القاضي فيما بعد وكان لا تفوته اجتماعات الخميس
في جامع الازبك في الباب المعظم وكان في الوقت نفسه متأثرا بشخصية خاله الداعية الإسلامي
في الجمعية وانشد إليه وكان يلازمه كثيرا وعاش مع أولاده الذرية الصالحة مما أحبه خاله
الأستاذ محمد العاني بصدق وإخلاص وله ذرية صالحة وهم كل من: أسامة عبد المجيد الذي
حصل على شهادتين عالية الأولى دكتوراه في الاقتصاد والثانية في الشريعة الإسلامية والابن
الثاني عصام عبد المجيد دبلوم معهد نفط ودكتوراه شريعة إسلامية كما أنجب بنات صالحات
فزوجهن فكان منهن البنين والأحفاد حفظهم الله تعالى وجعلهم من أبناء السلامة والإسلام
والمتأسين بسيرة جديهما محمد سعيد وعبد المجيد انه على ما يشاء قدير.
نهاية كل إنسان
عاش الأخ عبد المجيد
أنسانا عظيم الصفات متواضعا يجلس مع الوزراء ويأكل مع الفقراء فأحبه القريب والبعيد
وكل من اتصل به أو تعامل معه وظل عبد المجيد على العهد لم يغير ولم لم يبدل وفاز بذلك
حسن الخاتمة التي هي أمنية الصالحين والدعاة المجاهدين . انتقل إلى جوار ربه في
24-9-1978م اثر حادث اصطدام سيارته التي كان يستقلها مما أدى إلى وفاته . شيعه جمهور
غفير من الشباب المسلم والمعارف والأصدقاء إلى مقبرة الكرخ في أبي غريب في موكب مهيب
ذرفت فيه دموع الأحبة بغزارة على فراقه وحاجة المجتمع إلى أمثاله فكانت مصيبة ولا يسعنا
أن نردد إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. اللهم
اجمع شمل الأحبة في الدنيا والآخرة في جناتك جنات النعيم انك على ما تشاء قدير وبالإجابة
جدير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
·
وردت ترجمة حياته في كتاب (اعلام عانيون - تاليف
الاستاذ الدكتور نوري عبدالحميد العاني)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق